عن الإتحاد

اتحاد الموانئ البحرية العربية، هو أحد الاتحادات النوعية العربية المتخصصة، التي تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية (مجلس الوحدة الاقتصادية العربية)

مدير مرفأ طرابلس اللبناني يكشف ملامح الخطة المستقبلية للنهوض بالمرفأ.. بعد انفجار بيروت

مدير مرفأ طرابلس اللبناني يكشف ملامح الخطة المستقبلية للنهوض بالمرفأ.. بعد انفجار بيروت

أكد مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر أن أي خطة مستقبلية للمرفأ يجب أن لا تشكل أي ضغط او منافسة لمرفأ بيروت وأن لا يكون هناك إضطراب في العلاقة بين لبنان وسوريا، وافضل طريقة لنا هي عبر المنطقة الإقتصادية الخاصة من خلال تشغيلها وتفعيلها وهذا هو مستقبلنا.

جاء ذلك في حديث ل ” مدير مرفأ طرابلس ” خلال ندوة علمية افتراضية (أونلاين) بتنظيم من نقابة المهندسين بطرابلس وغرفة التجارة والصناعة والزراعة بطرابلس والشمال، تحت عنوان “دور مرفأ طرابلس التكاملي لإقتصاد وطني متين” بمشاركة مهتمين.

وأشار الدكتور تامر إلى أن تفعيل المنطقة الإقتصادية للمرفأ هو الاساس، من خلال وضعية إقتصادية تجذب الإستثمار الأجنبي، وهذا الأمر هو فرصة تاريخية لنا ، فمستقبل مرفأ طرابلس إضافة إلى دوره المحلي يجب أن يستقطب أعمال الترانزيت من خلال المنطقة الإقتصادية سيما وأنه اصبح لدينا رصيف للحاويات وهذا أمر مهم لجذب الشركات فالحاوية غيرت مفهوم النقل البحري حيث أصبح بالإمكان إستيراد البضائعوتحويلها وتركيبها ومن ثم إعادة تصديرها.

وتابع: موضوع مرفأ طرابلس اليوم وكذلك مرفأ بيروت لم يعد موضوعا محليا أصبح إقليميا وعالميا ،وقد نشأت تغيرات مؤخرا ومرافىء العدو الإسرائيلي تقوم بإعداد الخطط الطويلة المدى خارج حدود الكيان الإسرائيلي تستهدف كل المنطقة وستزداد خطورتها مع تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية.

وتحدث مدير مرفأ طرابلس عن التطورات التي طرأت على تجهيز وحركة المرفأ في غضون السنوات العشر الماضية فقال: عملية التطوير في مرفأ طرابلس بدأت منذ العام 2002 وتم وضع خطط جديدة للمرفأ ليكون مرفأ متكاملا يقدم كافة الخدمات اللازمة لاسيما خدمة الحاويات وهي أساسية للنشاطات المرفئية، وتم وضع ذلك من ضمن خطط قائمة على دراسات ، وقد جرى تغيير هذه الخطط وتطويرها خلال تلك الفترة الزمنية.

وتناول دور المرفأ تاريخيا بالنسبة لمنطقة حمص في سوريا وصولا إلى العراق، وقد تغير هذا الدور بعد إنضمام طرابلس إلى لبنان الكبير في العام 1920، حيث بدأ دور المرفأ بالتراجع لحساب تطوير وإزدهار مرفأ بيروت،فمن جهة عانى مرفأ طرابلس من التقلبات السياسية ومن تجاهل لموقعه ودوره على صعيد الترانزيت بشكل خاص.كما تناول أنواع النشاطات المرفئية .

وفي بداية اللقاء، ألقت أمينة سر اللجنة العلمية في النقابة المهندسة غنى الولي كلمة أعربت فيها عن التعازي الحارة لأهالي الضحايا والجرحى والمتضررين من جراء الإنفجار في مرفأ بيروت الذي مضي عليه شهر كامل، وقالت: نسمع في الآونة الأخيرة عن إقتراح بأن ينوب مرفأ طرابلس عن مرفأ بيروت مؤقتا،والذي يعد من اهم مرافىء الحوض الشرقي للبحر المتوسط وله دور حيوي أساسي في عمليات الإستيراد والتصدير حيث يتم اليوم تسليط الضوء على مرفأ طرابلس بإعتباره الشريان الحيوي للبنان بعد مرفأ بيروت، ومن هنا تأتي اهمية هذه الندوة . ثم تحدث رئيس اللجنة العلمية في النقابة ورئيس جامعة AUL في طرابلس الدكتور علي المصري فقال: في 4 آب حصلت فاجعة إنسانية في مرفأ بيروت وكانت لها ترددات عميقة وخلّفت أضرارا بالغة وفي الوقت نفسه طرحت مجموعة من الأسئلة حول القضايا الإقتصادية وكم هو إقتصاد البلد لديه مناعة؟ وهل هو إقتصاد المرفأ الواحد ؟ المطار الواحد؟ وهل لدى هذا الإقتصاد المناعة المطلوبة ام انه ينهار مع اول ضربة وسط ما يعانيه من إنهيار لليرة ؟ والسؤال ماذا بإمكان مرفأ طرابلس ان يقوم بدور فعال يدعم ويقوي مناعة الإقتصاد لكي يكون لديه الدور التكاملي ضمن إستراتيجية وطنية متكاملة؟.

دبوسي
وقال رئيس غرفة التجار ة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي ردا على سؤال عن دور اللوبي المحلي في تفعيل دور مرفأ طرابلس: ” أريد أن أشير بدايةً إلى سوء الإدارة وسوء التخطيط الإستراتيجي أدى إلى ذلك الإنفجار الذي حصل في مرفأ بيروت، والله يرحم الشهداء ويشفي المصابين، وعلينا بالتالي إستعراض المراحل التي مر بها الوطن اللبناني ونحن اليوم بعد شهر على الإنفجار في بيروت ومئة سنة على قيام لبنان الكبير، فالأوطان لا تبنى ولا توضع الخطط الإستثمارية لسنة او سنتين أو حتى لعشر سنوات من منطلقات مناطقية وطائفية، واليوم إما نحن في وطن لبناني واحد أو لنفكّر في صيغة أخرى، فإذا كنا في وطن واحد ليس بإمكاننا ان نقول مرفأ بيروت أو مرفأ طرابلس أو مرفأ صيدا ، بل أن نقول أين هو المرفا الذي بإمكاننا أن نقيم فيه الإستثمار الأكبر وكيف نوزع الأدوار، وهل مرفأ بيروت يقوم بدوره الإستثماري لصالح المجتمع اللبناني والخزينة اللبنانية ؟ أكيد لا، يجب ان يكون لدينا جرأة وبالتأكيد لسنا في ظروف عادية والمآسي تخلق أفكارا جديدة وتطلعات جديد”.

وقال: “مساحة مرفأ بيروت هي حوالي مليون متر مربع، وموقعه ضيق لا يمكن توسعته وبالتالي أن نستخدمه لإنزال الحبوب ولنتسبب بزحمة سير، في أجمل وأهم عاصمة في كل المنطقة ؟ وهي العاصمة الوحيدة في المنطقة القائمة على البحر، كل العواصم الأخرى في المنطقة ليست على البحر، ونحن قادرون على إقامة إستثمار لبناني عربي دولي ببيروت وعلى أرض مرفأ بيروت ،وهنا يجب ان نعرف كم هو حجم عائدات المرفأ وكم عدد فرص العمل التي يوفرها مرفأ بيروت ، وفي حال أردنا ان نقيم مشروعا إستثماريا كم عدد فرص العمل وكم يجذب من مستثمرين أجانب وعرب”.

وتابع: “عندما إعتمد مرفأ بيروت عند قيام لبنان الكبير لم يكن عدد السكان في كل من بيروت وطرابلس حين ذاك بما يقارن به اليوم أما بعد مئة سنة تحققت تغيرات كبيرة إن كان بالنسبة لعدد السكان في لبنان او بالنسبة لعدد سكان المنطقة ككل،او من ناحية الإستثمارات او حتى لجهة حركة النقل، ففي السابق لم يكن هناك ما يعرف بالحاويات،وليس كوني طرابلسيا ورئيسا لغرفة طرابلس والشمال أشير الى ذلك بل إني أتحدث كلبناني وعلينا ان ندرس موقعنا الجغرافي والدور الذي بإمكاننا ان نقوم به بالشراكة مع مجتمعات أخرى ومع مصالح تلك المجتمعات وأن نتخطى التقوقع الطائفي والمذهبي والمناطقي، فأكبر إستثمار للنقل هو في مرفأ طرابلس الحالي والمستقبلي، وفي المرحلة الراهنة بإمكانه ان يغطي كل الخدمات المرفئية من إستقبال للبواخر وإستيعاب عدد الحاويات، ومرفأ طرابلس بإمكانه ان يقوم بدوره الوطني وبالنشاطات المرفئية كاملة ومن الضروري ان يكون لدى المسؤولين بعد نظر حيال هذا الدور لمرفأ طرابلس ونحن قد أثرنا هذه المسألة مع الجهات الفرنسية وامامنا فرصة كبيرة لنطرح خطة متكاملة وطبعا تبقى بيروت هي الاساس ولا يجب الإستهتار بدور مرفئها ودورها “.

زيادة
وتحدث نقيب المهندسين في طرابلس والشمال المهندس بسام زيادة فتوجه إلى أبناء وأهالي المناطق التي تضررت بفعل الإنفجار الذي وقع في مرفأ بيروت قبل حوالي الشهر معربا عن حزنه الشديد لسقوط الضحايا والجرحى وما خلفه الإنفجار من أضرار بالغة في الممتلكات والأبنية آملا التحرك السريع من قبل الدولة والجهات المعنية لإعادة بناء ما تهدم وإصلاح ما تصدع من بيوت ومتاجر،ورأى أهمية ان يكون هناك تكامل بين مرفأي بيروت وطرابلس وخاصة في الظروف الراهنة التي يمر بها لبنان حاليا مشيدا بالميزات الجغرافية التي يتمتع بها مرفأ طرابلس بإعبار أنه منفذا إستراتيجيا بإمكانه أن يجلب الإستثمارات ويعيد التوازن إلى ميزان المدفوعات .

وتناول طبيعة الزيارة التي قام بها قبل إسبوعين إلى مرفأ طرابلس مع نقيب المحامين محمد المراد ونقيبة أطباء الأسنان رلى خلف،وقال: لقد جرى الإطلاعِ على امكانيةِ بناءِ شراكة حقيقية وفاعلة بين نقابة المهندسين في الشمال وادارة المرفأ، على غرار الاتفاقية التي عقدتها نقابتنا مع ادارة المنطقة الاقتصادية، لتمكين مرفا طرابلس ليكون سنداً لمرفأ بيروت، في هذه الظروف الصعبة، وحتّى بعد زوالها ونقابة المهندسين بامكانِها أن تُقَدمَ الكثير من خلالِ خبرات مهندسيها في كل المجالاتِ، وقد أطلعتُ الدكتور أحمد تامر مدير المرفأ على حيثيات الدعم، خصوصاً وأن مرفأ طرابلس هو ضرورة وطنية ورافعة اقتصادية ليس للشمال فحسب بل للبنان،والأمر يتطلبُ منّا جميعاً كنقابات مهنية حرة وكنقابات عمالية وصناعية، وضعُ آلية للتنسيق والتنظيم وخارطة طريق للوصول الى الهدف المنشود وهو التوازن بين مرفأ طرابلس ومرفأ بيروت، يكونُ مبنياً على أسس ودراسات، على أن يترافقَ ذلكَ مع تسريع العمل في المنطقة الاقتصادية لأنها تقدم الكثير من النشاط والدعم لمرفأ طرابلس، ولجهة تقوية النشاطين الاقتصادي والتجاري، بل أيضاً بامكانها أن تخلق منافسة مهمة مع المناطق الاقتصادية في العالم.

وأكد اهمية وضع مخطط توجيهي وخلق قاعدة بيانات وإنشاء بوابة إلكترونيةتتيح تبادل المعلومات بين الجمارك والوكلاء البحريين والمخلصين الجمركيين بدءا من وصول السفينة وحتى تخليص البضائع خارج المرفأ، وتأهيل وتدريب عمال الشحن والتفريغ ومشغلي الآليات حسب المعايير الدولية والأهم من ذلك هو إعادة النظر في معايير التقييم المستخدمة لتحسين الإدارة في المرفأ من خلال تقييم للأداء المالي والإداري .

وقال :اليوم نحن أمام فرصة عظيمة لتطوير مرفأ طرابلسَ ليكون السند الأقوى لمرفأ بيروت، بمعزلٍ عمّا حدثَ في الرابع من آب الماضي، حيثُ أن هذه الفرصة كان يجب أن تكون ما قبل الكارثة، ذلك إنَّ مرفأ طرابلس بحاجة فعلية لاتفاق كل الأطراف السياسية والاقتصادية لدعمهِ وتزويدهِ بما يلزم، ليأخذ الدور الذي يستحق وليكونَ بامكانِه إعادة تسهيل الحركة التجارية سريعاً،كما أنَّ النقابة تضع كل امكانات مهندسيها في المواضيع المتعلقة بالتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي،و دعم ادارة المرفأ بالمهندسيين البحريين، لتمكين الكواسر والمساحات ووضع الخطط اللازمة، لتكون ادارة الازمة ناجحة، وشددعلى الدعوة التي أطلقتها ادارة المرفأ بطرابلس، لجهة بناء صوامع قمح (إهراءات) في مرفأ طرابلس على مساحة جاهزة تبلغ 36 ألف متر مربع، “حتى لا يبقى الأمن الغذائي في لبنان مهدداً”.

اقرأ ايضا: مدير مرفأ طرابلس يؤكد: جاهزون لأي شيء والتداول ب 5 مليون طن قمح

وردا على سؤال ماذا بإمكان أن يقدمه الرئيس المكلف الدكتور مصطفى اديب وحكومته لدعم طرابلس قال النقيب زيادة: الرئيس المكلف الدكتور مصطفى أديب هو قامة علمية ودبلوماسية، وهو ابن هذه المدينة وهناك فرصة لطرابلس التي هي بحاجة لعناية لذلك اتمنى له النجاح في تشكيل الحكومة العتيدة باسرع وقت ممكن وان يوَفّقَ بفريق من الوزراء المتميزين بالنزاهة والعلم والاستقامة والرؤية البعيدة، لتحقيق الانقاذ المنشود وبالسرعة المتاحة، فالبلد وكما يعرف الجميع لم يعد قادراً على الانتظار أكثر، فالأزمة المالية تضغط بشكل كبير على القطاعات الانتاجية والاقتصادية، ونحن نعلم أن الرئيس المكلف يأتي اليوم مدعوماً من الداخل والخارج، وبالتالي هناك فرصة حقيقية أمامه ونأمل أن يوفق بمهمته التي لن تكون سهلة، ولكن البداية مهمة لتعبيد الطريق أمام الاستقرار الذي ننشدهُ جميعاً. ومن هنا، أتوجه الى الحكومة العتيدة، لاعطاء سياسة الانماء المتوازن جزءاً من بيانِها الوزاري، وان تكونَ عينها على أهم مرفا على البحرِ المتوسط، وأن تقدم كل السبل الآيلة لتطويره واحداث الفرق والتعويض عن الغبن اللاحقِ بهِ، كما أودُ التنويه بما قام به القائمون على مرفأ طرابلس، وخصوصاً الصديق الدكتور أحمد تامر، الذين كانوا خلال السنوات الأخيرة، يصبّون قصارى جهدهم لتوسيعه وتطويره وتحسينه، تقنيًا ولوجستيًا وخدماتيًا.